Skip to Content

دبي، الإمارات العربية المتحدة،  الأربعاء: في 23 يناير 2019م: حددت هيئة المعرفة والتنمية البشرية خارطة طريق شاملة لضمان ترسيخ نظام تعليمي دامج يضمن سهولة وصول جميع الطلبة بما فيهم الطلبة أصحاب الهمم إلى خدمات تعليمية عالية الجودة وانخراطهم ومشاركتهم الكاملة في تعلمهم.

ووفقاً للدليل الإرشادي لتطبيق التعليم الدامج في المدارس الخاصة بدبي، والذي يشكل أداة لتمكين كل مدرسة خاصة في دبي من تحقيق فهم أفضل لمعايير إطار سياسة التعليم الدامج في دبي وضمان فعالية تطبيقها على النحو الأمثل، تلتزم كل مدرسة بتشكيل فريق داخلي لدعم التعليم الدامج بقيادة مدير المدرسة، وعضوية جميع أعضاء الكادر المسؤولين عن أداء أدوار محددة في تطوير التعليم الدامج في المدرسة. ويشمل الأعضاء الرئيسين للفريق كل من: رائد التعليم الدامج، وعضو القيادة المسؤول عن الخدمات الموجهة للطلبة أصحاب الهمم، وممثلين عن معلمي الدعم ومساعدي دعم التعلم في المدرسة. 

ويتولى كل عضو دور واضح ومحدد في المدرسة، مع التأكيد على أهمية أن يعمل جميع الأعضاء كفريق واحد منسجم يخدم تحقيق هدف موحد هو بناء وتطوير نظام تعليم دامج في المدرسة لتعليم الطلبة أصحاب الهمم والطلبة ذوي احتياجات تعليمية خاصة محددة.

يأتي ذلك، فيما شدد الدليل الإرشادي لتطبيق سياسة التعليم الدامج والذي حصلت المدارس الخاصة بدبي على نسخة منه اليوم الأربعاء، على أهمية تعزيز خطواتها لتطبيق رؤية التعليم الدامج في جميع ممارساتها وإجراءاتها،  من خلال توفير المقومات اللازمة لضمان الاستدامة في تنفيذ الخطط على نحو عملي في جميع الممارسات والإجراءات، وفي مقدمتها مواءمة معايير القبول لدى كل مدرسة لتلائم تلبية احتياجات جميع الطلبة بمن فيهم الطلبة أصحاب الهمم بالتزام صريح ومعلن.

ويواكب الدليل توجيهات السياسة الوطنية لتمكين أصحاب الهمم التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، بهدف بناء مجتمع دامج وخالٍ من الحواجز والعقبات، ومبادرة “مجتمعي..مكان للجميع ” التي أطلقها صاحب السمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، كما ينطلق من تعاون مشترك بين مجموعة الشركاء ضمن اللجنة العليا لحماية حقوق أصحاب الهمم برئاسة سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، لتحقيق الأهداف  المستقبلية لخطة دبي الإستراتيجية بأن تكون دبي سبّاقة في منح الأشخاص أصحاب الهمم كامل حقوقهم والحرص على أن يعيشوا على قدم من المساواة مع الآخرين، وتوفير كل السبل والتدابير المُيسرة لحياتهم والملائمة لهم.

وأوضحت سعادة فاطمة بالرهيف المدير التنفيذي لجهاز الرقابة المدرسية في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي أن سياسة التعليم الدامج في إمارة والتي تم إطلاقها نهاية العام 2017 تشكل نقطة الارتكاز الرئيسية للدليل الإرشادي لكل مدرسة خاصة بدبي، بما يضمن تحقيق رؤية التعليم الدامج في الإمارة، وتطوير نظام تعليمي دامج قادر على توفير بيئة تعليمية مرحبة بجميع الطلبة وعلى رأسهم الطلبة أصحاب الهمم، ويحتفل بالتنوع بين الطلبة باعتباره نقطة قوة تعكس التنوع الثقافي الفريد الذي يتسم به مجتمع دبي والإمارات العربية المتحدة".
ولفتت إلى أن الطلبة أصحاب الهمم يشكلون شريحة مهمة ومركز اهتمام في نظم الدمج الفاعلة، مؤكدة أن جميع الطلبة لديهم الحق بإثبات بقدراتهم وإمكاناتهم على تحقيق الإنجازات والنجاح والتألق. 

واعتبرت بالرهيف أن تبني التعليم الدامج ليس هدفاً قصير المدى، بل هو تطور ونهوض بالعقول والمواقف داخل المدارس وفي جميع مكونات المجتمع، مشيرة إلى التعليم الدامج يعد عملية مستمرة من التقويم والتخطيط والتنفيذ ومراجعة الخطوات التي يتم تنفيذها وأثرها على أرض الواقع، بما في ذلك تطوير شراكات هادفة وتضافر الجهود التي يمكنها بمرور الوقت بناء أفراداً ومجتمعات مستقلة ومنتجة وسعيدة".

ويؤكد الدليل الإرشادي لتطبيق سياسة التعليم الدامج في إمارة دبي على أن نجاح كل مدرسة خاصة بدبي في إعداد خطط دقيقة ومحددة للتطوير يرتبط باستخدام المصادر اللازمة على نحو فاعل في تعزيز الممارسات الدامجة بتكاليف مادية معقولة ومدروسة، مما سيمكن مجتمع المدرسة من خدمة جميع الطلبة بفعالية.

وشدد الدليل على أن الخدمات والأنشطة التعليمية الموجهة للطلبة أصحاب الهمم والتي يمكن تقديمها داخل المدرسة وبجهودها الذاتية من ميزانيتها التشغيلية، من المتوقع ألا تكون سبباً في فرض أية تكاليف إضافية على أولياء أمور الطلبة أصحاب الهمم، مؤكداً  أنه ثمة حالات من الطلبة أصحاب الهمم قد يحتاجون إلى مستويات عالية من الخدمات والدعم المتخصصين لتمكينهم من المشاركة الكاملة في خبرات تعلم ملائمة.

فإنه يجب على المدرسة ضمان عدم فرض أية رسوم إضافية على أولياء أمور الطلبة أصحاب الهمم، إلا في الحالات التي تستوجب ذلك، على أن تكون هذه الرسوم الإضافية في حدها الأدنى وبالتكلفة الحقيقية للخدمات ، وأن تقدم قيمة مضافة عالية وجديرة بدفع هذه الرسوم الإضافية، فضلاً عن وجود أساس منطقي واضح لطلب خدمات إضافية، بما في ذلك الحاجة إلى تحقيق الأهداف التعليمية وقياس الأثر الذي يتم تحقيقه على المخرجات، وإجراء مراجعة وتقويم دوريين لجودة تقديم الخدمات وأثرها على مخرجات الطلبة، بما في ذلك التقدم الذي يتم تحقيقه إزاء تحقيق مخرجات التعلم المطلوبة.

تجدر الإشارة إلى أنه يوجد في دبي 209 مدرسة خاصة تطبق 17 منهاجاً تعليمياً متنوعاً وتستقبل أكثر من 289 ألف طالب وطالبة.
كادر :
3 مستويات .. منهجية تدريجية للتدخل

انطلاقاً من تنوع الاحتياجات التي يمر بها الطلبة أصحاب الهمم، فإن ثمة منهجية تدريجية في إجراء عمليات التدخل اللازمة. بحيث تقديم مثل هذه الخدمات تبعاً للمستويات التدريجية التالية :
المستوى الأول: تقديم جودة تدريس عالية ينجح فيها المعلمون بتلبية الفروقات الفردية في قدرات الطلبة وأساليب التعلم من خلال تطبيق ممارسات صفية متمايزة فاعلة، وتتضمن استراتيجيات التدريس التي يمكن استخدامها، إجراء تقييمات رسمية أو غير رسمية على نحو متكرر، وتقسيم الطلبة في مجموعات وفق محددات متنوعة.

المستوى الثاني: تقديم دعم شخصي و/أو مواءمة المنهاج التعليمي لتمكين الطلبة من المشاركة والانخراط في خبرات تعلم تقدم لهم مستويات تحدي مناسبة وتحقيق إنجازات ضمن توقعات ملائمة لأعمار الطلبة.  وسيتولى على الأرجح معلمو الدعم والاختصاصيون العاملون في المدرسة دعم هذه العملية من خلال إجراء زيارات صفية وتقديم توصيات ودعم لمعلمي الصف من خلال تقديم التدريب المهني لهم ومتابعتهم. وتتضمن استراتيجيات التدريس التي يمكن استخدامها برامج التقنيات المُعَدلة وحل المشكلات وصياغة النماذج ولعب الأدوار والتعلم التعاوني.

المستوى الثالث: تطبيق برامج تعليمية فردية لتسريع التقدم أو تمكين الطلبة من تحقيق إمكاناتهم، نظراً إلى أن هذه البرامج الفردية تقدم خدمات وأنشطة تعليمية "إضافية" أو "مختلفة" عن الخدمات والأنشطة التعليمية المطلوب تقديمها لتلبية احتياجات معظم طلبة المدرسة. وغالباً ما تتضمن البرامج الفردية استخدام منهجيات أو عمليات تدخل أو خدمات دعم متخصصة. 

                                                                         أدوار حاسمة لأولياء الأمور لا غنى عنها
يشير الدليل الإرشادي لتطبيق سياسة التعليم الدامج في إمارة دبي إلى أنه يتعين على المدارس أن تولي الاهتمام المطلوب لانخراط أولياء أمور الطلبة أصحاب الهمم في تعليم أبنائهم وفي الحياة المدرسية. حيث أن أولياء الأمور هم أصحاب الدور الأبلغ أثراً والأطول أمداً على تعلم أطفالهم وتطورهم. وبوصفهم أول مربين ومعلمين لأطفالهم منذ نعومة أظفارهم، لذلك فهم يلعبون دوراً حاسماً وجوهرياً في مسيرة تعليم أطفالهم وتطورهم.
ويجب على أعضاء القيادات المدرسة على كافة المستويات أن يضعوا أولياء الأمور في قلب العملية التعليمية، وضمان إتاحة كافة السبل لهم ليكونوا شركاء فاعلين في تعليم أطفالهم.

                                                        التعليم الدامج .. رؤية جديدة 
يؤكد الدليل الإرشادي على الانتقال من النموذج الطبي الذي يركز على إيجاد العلاج للشخص ذاته دون النظر إلى العوائق التي تحول دون حصوله على جودة التعليم المتوقعة،  إلى النموذج الإجتماعي الذي يركز على تذليل وإزالة العوائق المجتمعية والبيئية بما يسهل حصولهم على فرص تعليمية بجودة عالية.

ويعد  النموذج الإجتماعي القائم على حماية حقوق أصحاب الهمم، من المرتكزات الرئيسية لسياسة التعليم الدامج، حيث يؤكد الدليل الإرشادي على أن نجاح التعليم الدامج في المدارس يعتمد بالدرجة الأولى على مجتمع المدرسة الذي يتمسك برؤية إيجابية لإمكانات جميع الطلبة، في حين أن اقتصار المدرسة على النموذج الطبي في التعامل مع الإعاقة سيكون حائلاً أمام نجاحها في تنفيذ التعليم الدامج.

آخر تحديث للصفحة 19 مايو 2021
كيف كانت تجربتك مع خدماتنا ؟ شاركنا برأيك.