Skip to Content

«تكامل» تسعى لمجتمع بلا حواجز أمام دمج ذوي الاحتياجات الخاصة


عن جريدة البيان، عادل السنهوري،

«المهمة صعبة لأننا نتعامل مع ثقافة وسلوك مجتمع مع الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة».بكلمات صريحة بدأ الحوار مع الدكتور حيدر اليوسف المدير التنفيذي في مشروع «تكامل»، المبادرة التي أطلقت مؤخرا من مجلس دبي للتعليم والهدف إيجاد مجتمع بلا حواجز أمام دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في الحياة الاجتماعية.

قلنا له «المهمة صعبة بالتأكيد لأنك تواجه واقعا اجتماعيا تلازمه عادات وتقاليد ويحتاج إلى مجهود وعمل دؤوب متواصل».

قال: «البدايات دائما صعبة لكن لابد أن نعمل ونتحدى خاصة إذا كان لديك مشروع متكامل مثل «تكامل» يهدف إلى استحداث نظام يخدم ذوي الاحتياجات الخاصة عبر توفير أشكال الدعم كافة وبطريقة علمية ولأول مرة في المنطقة العربية ولكن نحتاج إلى تضافر الجهود من كل من يهمهم الأمر ووسائل الإعلام تأتي في المقدمة من هذه الجهود».

الدكتور حيدر اليوسف طبيب بشري شاب من الدفعة الثالثة في برنامج محمد بن راشد لإعداد القادة، وقبل ذلك تخرج من جامعة دندي الاسكتلندية في تخصص طب العائلة وحاصل على زمالة الكلية الطبية الملكية لأطباء العائلة الذين يمثلون نحو 60 بالمئة من الاختصاصات الطبية في بريطانيا ومارس المهنة في المملكة المتحدة قبل التحاقه بوزارة الصحة بعد عودته في عام 2001 ومن بعدها عمل في دائرة الصحة والخدمات الطبية في دبي عام 2003.

طب العائلة ـ كما يشرح د. حيدر ـ اختصاص جديد في منطقتنا العربية أو غير منتشر كما هو الحال في بريطانيا حيث يوجد 70 مليون شخص يقدم لهم ما يسمى بطب العائلة حيث يخصص 80 بالمئة من ميزانية الخدمات الصحية لهذا النوع من الاختصاص الذي يعني بالتاريخ الطبي والاجتماعي والاقتصادي للعائلة وأفرادها.

وفي الإمارات شارك د.اليوسف في إنشاء فرع لطب العائلة في جمعية الإمارات الطبية وأصبح أكثر الاختصاصات شيوعا حاليا في دائرة الصحة.

في أول حوار شامل مع «البيان» قال: إن الإمارات والدول العربية تفتقد إلى وجود إحصاءات دقيقة عن أعداد الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والأرقام الموجودة مجرد اجتهادات غير علمية، وليس هناك تقبل من المجتمع لهذه الشريحة وقدرتها على العمل والإبداع، كما إن المدارس الموجودة غير مؤهلة لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة والدمج الحالي مجرد «محاولات مشكورة»،إضافة إلى أن المناهج تحتاج إلى إعادة نظر.

وفي المقابل يكشف المدير التنفيذي لمشروع تكامل لـ «البيان» عن إجراء أول إحصاء شامل يعتبر بمثابة تعداد سكاني لذوي الاحتياجات الخاصة على مستوى الدولة يبدأ مع بداية العام المقبل 2007 .

ويستمر لمدة عام بحيث يمكن معرفة الأرقام بدقة للمساعدة على تطوير الخدمات ووضع الخطط اللازمة لاحتياجات هؤلاء، ويكشف أيضا أن مركز الكشف والتدخل المبكر للقضاء على الإعاقة التابع للمشروع سيبدأ تجهيزه بدايات العام المقبل على أن يبدأ العمل في منتصف العام ذاته بالتعاون مع الجهات الصحية الموجودة ويشرف عليه فريق طبي متخصص يضم نحو 25 طبيبا واختصاصيا.

موضحا أن الدمج في مدارس دبي من خلال المشروع سيتم في 6 مدارس تم اختيارها في مرحلة الروضة والمرحلة الابتدائية في العام الدراسي المقبل2007-2008 بعد تأهيل تلك المدارس كمبانٍ ومنشآت وإدارات وهيئات تدريس مع محاولة جعل المناهج تدرس بطريقة مرنة مرحليا، وأن الخطة حتى 2010 تشمل تأهيل نحو 40 بالمئة من مدارس دبي لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة.

ويؤكد أن المشروع سيعمل على تأهيل العاملين في المراكز الخاصة والحكومية من خلال مركز دراسات خاص تابع لمشروع تكامل إضافة إلى التعاون مع الجامعات والمعاهد المعهودة لمنح درجات البكالوريوس والدبلومات والماجستير في المجالات المتخصصة للإعاقة.

وكشف أن «تكامل» يخطط من الآن وحتى السنوات الخمس المقبلة لإنشاء «كلية تكامل».

                                                                                                                                                                          صعوبات

ـ كيف تنظر لواقع مشكلة ذوي الاحتياجات الخاصة حاليا؟

ـ هناك صعوبة لأن الثقافة والسلوك السائد ناتج عنه عدم تقبل من المجتمع لذوي الاحتياجات الخاصة وعدم إدراك مدى قدرتهم على العمل والإبداع في بيئة مناسبة لهم. الشيء الثاني أن الأطفال من سن الولادة وحتى 5 سنوات لا تتوافر لهم أية خدمات سواء صحية أو غيرها رغم أن الدراسات تثبت ضرورة اكتشاف حالات الإعاقة والقضاء عليها طبيا في هذا السن .

وبالتالي يمكن تلافيها وتقليل نسب الإعاقة في المجتمع بما يخدم العائلة والمجتمع اجتماعيا واقتصاديا، إضافة إلى أن الفحوصات الطبية على الأطفال حديثي الولادة لدينا لا تتعدى أصابع اليد الواحدة.

فيما نجد أن الفحوصات في الدول المتقدمة وخاصة الولايات المتحدة الأميركية يصل عددها إلى 29 فحصا بعد الولادة لأن نسبة كبيرة من حالات الإعاقة يمكن علاجها في مرحلة الفحص بعد الولادة مباشرة.

ولذلك نعمل في تكامل من خلال مجال البحث العلمي للوصول ولأول مرة على مستوى العالم إلى 100 فحص للإعاقة لعينة دم واحدة لنحو 16 ألف حالة ولادة سنويا في دبي. الواقع الآخر أن المدارس الموجودة الحالية غير مؤهلة علميا كما هو موجود في دول العالم لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة سواء في المنشآت أو هيئات التدريس.

ـ لكننا بين الحين والآخر نقرأ عن دمج حالات لذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس؟

ـ ما يحدث في المدارس من دمج لذوي الاحتياجات الخاصة هي مجرد محاولات مشكورة ولكن الدمج بمعناه العملي يحتاج إلى تأهيل المدارس وتأهيل العاملين بها على كيفية التعامل مع هذه الشريحة .

كما يحدث في دول العالم المتقدم، فهل تعلم أن في أوروبا هناك ما يسمى بالمدرس المساعد في الفصل الدراسي لمساعدة ليس فقط ذوي الاحتياجات الخاصة وإنما مساعدة الطالب الذي لديه صعوبة في التعلم والطلبة المتفوقين أيضا لإظهار تفوقهم العلمي. فمفهوم الدمج لدينا للأسف غير صحيح ويقتصر فقط على ذوي الاحتياجات الخاصة.

لا أرقام

ـ وهناك أيضا مشكلة نقص الأرقام الدقيقة لإعداد ذوي الاحتياجات الخاصة الدولة في ظل التقاليد والتراكمات الاجتماعية التي تفرض الخجل والحياء من الإعلان عن إعاقة أحد أفراد الأسرة؟

ـ دعنا نعترف أن الدولة والمنطقة العربية لا يوجد بها دراسات حقيقية عن ذوي الاحتياجات الخاصة والأرقام المنشورة مجرد اجتهادات تفتقر الشروط العلمية والإحصائية ولذلك سيكون لدينا في «تكامل» دراسة إحصائية كاملة للإعاقة في الدولة تعتبر بمثابة التعداد السكاني لذوي الاحتياجات الخاصة وسيبدأ العمل فيه بداية أول العام المقبل.

ويستمر نحو العام أو أكثر قليلا وهذه الدراسة ستحدد بدقة كل الأرقام وتساعدنا في وضع الخطط المناسبة لسد احتياجات والقضاء على المشكل التي تواجهه هذه الشريحة الاجتماعية.

ـ .. لكن تبقى هناك مشكلة التقاليد الاجتماعية لدى الأسر المواطنة أو غيرها من الكشف عن حالات إعاقة لديها ومحاولة إخفائها؟

ـ هنا يبرز دور الإعلام المهم للغاية للمساهمة في توعية الناس من أجل تغيير نظرة المجتمع لذوي الاحتياجات الخاصة ونظرة ذويهم لهم أيضا وتعريفهم بالاحتياجات الخاصة للأطفال ونظرتهم لأنفسهم وتنمية الشعور والإحساس لديهم بالطموح وتأهيل البيئة المحيطة.

وسوف يتم التواصل مع الأهل عن طريق وسائل الإعلام وعن طريق مجموعات الدعم في المشروع في مجالات التعليم والصحة والعمل وسوف يشارك أهالي ذوي الاحتياجات الخاصة في هذه المجموعات.

التفحص والتدخل المبكر

ـ ماذا أعد المشروع لذوي الاحتياجات الخاصة في الجانب الصحي؟

ـ يجب أن أنوه أن المشروع في مرحلة الإعداد سيعتمد على خبرات عالمية من بريطانيا واستراليا والولايات المتحدة الأميركية، وفي الجانب الصحي كل تركيزنا على الكشف والتدخل المبكر لحديثي الولادة منذ الولادة وحتى سن الخمس سنوات لأن الأطفال حتى هذه السن لا يحصلون على الخدمات الصحية اللازمة لذلك سوف يقوم المشروع بإنشاء مركز الكشف والتدخل المبكر مع بداية عام 2007 وتقييم وتشخيص حالات المواليد حديثي الولادة والبالغ عددهم 16 ألف حالة سنويا في دبي من خلال فريق طبي متخصص من أطباء واختصاصيين يبلغ عددهم من 25 شخصا والوصول إلى 100 فحص للإعاقة لعينة دم واحدة .

وبالتالي سنكون أول دولة في العالم تصل إلى هذا المستوى وبالتالي يكون هدفنا التقليل من نسب الإعاقات باكتشافها في مرحلة البحث العلمي ولذلك نحن ندعو إلى تعزيز الجهود ذات الصلة ومتابعة التعاون لإعداد أبحاث في مجال تشخيص المواليد حديثي الولادة والتدخل المبكر.

والمشاركة في وضع برامج تدريبية وتعليمية فعالة من أجل بناء قدرات محلية مؤهلة نتيجة لاحتياجات الموارد البشرية الكبيرة لكوادر متخصصة برعاية ذوي الاحتياجات الخاصة بما في ذلك اختصاصي معالجة المشاكل المتعلقة بالنطق واللغة والمدرسين.

وكذلك وضع استراتيجيات تخطيطية بعيدة المدى وتطوير قاعدة بيانات تشمل تشخيص المواليد الجدد في المنطقة العربية وإنشاء مراكز تدخل متخصصة في المناطق النائية.

الدمج الصحيح

ـ الجانب الآخر المهم هو جانب التعليم بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة. ما هي استراتيجية وأهداف المشروع في هذا الجانب؟

ـ الهدف الرئيسي لمشروع تكامل هو دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع عبر منظومة متكاملة ومترابطة ومنها الدمج في التعليم في المدارس الخاصة والعامة ولكن المسألة هنا صعبة لأنها تحتاج إلى توفير البيئة والعوامل المساعدة .

ومراجعة القواعد والإجراءات التي تتبعها الوزارة لتسهيل دمج الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس وإجراء تعديلات في نظم التدريس والتقييم وتأمين التدريب المتخصص لجميع المدرسين لفهم طبيعة الدمج في التعليم ومستلزمات تطبيقه، كذلك تأمين التدريب المتخصص لجميع الإداريين في المدارس وفحص كل مدرسة لتحديد التعديلات المطلوبة لضمان أن تصبح قادرة على استيعاب جميع الطلاب بما فيهم ذوو الاحتياجات الخاصة.

لذلك مشروع «تكامل» سيبدأ عملية الدمج في عدد محدود من المدارس في دبي في مرحلة الروضة والمرحلة الابتدائية وتم اختيار 6 مدارس في دبي لبداية الدمج في العام الدراسي 2007 بعد تأهيلها وتدريب إدارة المدرسة والمدرسين الذين سيتعاملون مع ذوي الاحتياجات الخاصة وسيتم وضع برامج تدريبية للإدارة من سبتمبر الحالي وحتى سبتمبر العام المقبل مع تجهيز المدارس باحتياجات الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.

ـ كم عدد المدارس التي تخططون لإعدادها لاستيعاب الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة؟

ـ حسب توقعاتنا إذا توفر التعاون والتنسيق مع الجهات المعنية فسوف يتم تأهيل 40 بالمئة من مدارس دبي للدمج في العام 2010.

التأهيل لسوق العمل

ـ في سوق العمل. ما دور المشروع في تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير البيئة الملائمة لهم؟

ـ مرحلة العمل والمراحل الانتقالية من البيت أو المركز إلى العمل يحتاج إلى اكتساب المهارات الأساسية في بيئة العمل بما تشتمل على تدريب مهني على المهارات وكذلك التدريب على مهارات التعامل مع الموظفين والجمهور وكلها تصب في رغبة الشخص وجهات العمل وحسب المجال المتاح

آخر تحديث للصفحة 01 يناير 2020
كيف كانت تجربتك مع خدماتنا ؟ شاركنا برأيك.