Skip to Content

بحضور سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم اليوم مدينة دبي الأكاديمية، أطلق اليوم المشروع الرائد لمجلس دبي للتعليم – مدينة دبي الأكاديمية - في خطوة تستهدف تأسيس وجهة أكاديممية عالمية تستقطب جميع طلاب ورواد المحافل الأكاديمية في المنطقة في مجمع تعليمي متكامل يضم نخبة من أبرز المؤسسات التعليمة المحلية والإقليمية والدولية من جامعات ومراكز تدريب وأبحاث.
ويأتي إطلاق هذا المشروع في إطار استراتيجية حكومة دبي وما تبعها من مبادرات تهدف إلى الاستثمار في بناء الموارد البشرية على المستوى المحلي والإقليمي، وذلك من خلال تأسيس مراكز معرفية رائدة توفر برامج تدريبية وتعليمية عالية الجودة.
ومن المتوقع أن تزيد الاستثمارات الكلية في مدينة دبي الأكاديمية التي ستمتد على مساحة 129 مليون قدم مربع، على 12 مليار درهم سيتم استثمارها ضمن المراحل المختلفة للمشروع وفقا للجدول الزمني الموضوع الذي يحدد اكتمال مراحل العمل بحلول عام 2012.
ومن المنتظر أن يفسح هذا المشروع المجال لأكثر من 150 ألف طالب وطالبة للالتحاق بنخبة من الجامعات والمعاهد والمؤسسات الأكاديمية رفيعة المستوى التي ستتضمنها المدينة الجديدة متيحا لهم فرصة الحصول على أرقى البرامج العلمية المتخصصة في العديد من المجالات التي تخدم احتياجات القطاعات الاقتصادية المتنامية في دبي والمنطقة.
فخلال العقد الماضي شهدت دبي نمواً مطرداً في شتى المجالات بدءاً من التطور الصناعي إلى الاقتصادي والاجتماعي مما حدا إلى ضرورة مواكبة هذا التطور بنمو أكاديمي موازي لهذه النهضة المتسارعة. فازدادت أعداد الطلاب بشكل مضطرد ليصل اليوم إلى زهاء 22000 طالب في دبي يتلقون الدراسة على مقاعد ما يزيد على ثلاثين جامعة.

ولم يكن هذا النمو بالأعداد فحسب بل تعددت مناشىء وأصول الطلاب لتنعكس الثورة الثقافية وروح العولمة التي تميّز دبي في قطاع التعليم الأكاديمي من خلال تنوع الجامعات التي تفتح أبوابها على أرض دبي من الجامعات الحكومية والخاصة بل وأفرع أبرز الجامعات الإقليمية والعالمية.

لتصبح دبي بهذا الوجهة الأكاديمية العالمية التي تجمع على أرضها أفرع لجامعات من أقاصي شرق وغرب الأرض. فستجمع مدينة دبي الأكاديمية، على سبيل الذكر لا الحصر، أفرع لجامعات أسترالية وأخرى كندية يلتقيان جنباً إلى جنب في سابقة هي الأولى من نوعها. فستعمل جميع الجامعات التي تلتقي على أرض مدينة دبي الأكاديمية من الجامعات المحلية والإقليمية والعالمية معاً في بوتقة واحدة لخدمة طلاب الدولة والمنطقة. فهذه الجامعات التي تلتقتي معاً لأول مرة تأتي من زهاء تسع دول مختلفة ما كانت لتجتمع دون هذا المشروع الريادي.
وفي كلمته خلال الإعلان عن إطلاق المشروع أكد أحمد بن بيات رئيس مجلس إدارة مجلس دبي للتعليم على أهمية تعزيز التوجه نحو الاقتصاد المعرفي من خلال الاستثمار في تطوير القطاعات التعليمة في المنطقة.

وقال بن بيات: " إن العمالة الماهرة هي عماد التنمية البشرية وعصب المجتمعات الحديثة التي تعتمد المعرفة نهجا ودستورا للتطوير والتقدم. والفائدة المرجوة من وراء هذه الثروة البشرية الهائلة تبقى مرهونة بتوافر فرص التعليم التي ترقى إلى الاحتياجات الفعلية لسوق العمل ".

وأضاف: "ستفتح مدينة دبي الأكاديمية للمؤسسات الأكاديمية فرصة التفاعل مع الواقعين المحلي والإقليمي، بما يمكنها من تطوير برامج أكثر توافقاً مع احتياجات التنمية بالمنطقة، لتساهم في سد الفجوة المتزايدة في الكفاءات والموارد البشرية المؤهلة. وستخلق مدينة دبي الأكاديمية وجهةً أكاديميةً عالميةً توفر لجميع المؤسسات الأكاديمية التي في حرمها فرصة الاتصال وتشارك الخبرات والعمل معاً للاستفادة من أحدث التقنيات والسبل العلمية. وتساعد طلابها على النهل من جميع المصادر الأكاديمية المتاحة. وستوفر مدينة دبي الأكاديمية المناخ المثالي لكل من سيرتادها من طلاب وأعضاء هيئة تدريسية للتقدم في دراساتهم وأبحاثهم على شتى الأصعدة والمجالات".

وأوضح بن بيات ذلك بقوله: "ستكون مدينة دبي الأكاديمية بيئة حياتية متكاملة تزخر بالجوانب التعليمية فسيتمكن كل من فيها من طلاب وهيئة تدريسية من العمل والدراسة والإقامة في المدينة الأكاديمية بكل ما ستوفره من مرافق أكاديمية بالدرجة الأولى ومرافق خجمية وترفيهيا وسكنية عالية المستوى. مع اتباع قواعد معيارية واضحة لاختيار المؤسسات التعليمية المنضمة، ستسعى الأكاديمية لاستقطاب أفضل الجامعات والمعاهد العلمية العربية والعالمية واحتضان مراكز الأبحاث والتطوير في تأسيس قاعدة معرفية جديدة تساهم في احتفاظ المنطقة بثرواتها من الطاقات البشرية وتفعيل دورها في جهود التطوير والتحديث من خلال برامج علمية تلبي تطلعات قطاعات الأعمال المختلفة."

ستوفر مدينة دبي الأكاديمية بيئة أكاديمية مثالية للطلاب ومؤسسات التعليم، وستعمل بموجب معايير تضمن أفضل الممارسات العالمية في مجال التعليم العالي والبحث العلمي والتدريب والتطوير المهني بما يتناسب مع حضارتنا وثقافتنا. فمدينة دبي الأكاديمية هي الانعكاس الأكاديمي المواكب لمسيرة التطور الحضاري والنمو الاقتصادي الذي شهدته دبي. فهي ترسي الدعائم التربوية والأكاديمية الضرورية لتطوير مواردنا البشرية فستكون انعكاس التطور الحضاري في مدينة دبي ولكن كنسخة مصغرة أكاديمية.
وتمتاز مدينة دبي الأكاديمية ببرامجها المنتقاة وفق دراسات استراتيجية متكاملة بما يتناسب مع متطلبات الاقتصاد الإقليمي، مما سيؤهل المدينة للقيام بدور حيوي في بناء أجيال للمستقبل تكون قادرة على تعزيز عمليات التنمية في المنطقة. وعلاوة على الأهداف المتعلقة بالجانب الأكاديمي، ستسعى المدينة إلى رفد قطاع القوى العاملة بكوادر مؤهلة ومدربة من خلال مراكزها المتطورة للتدريب المهني ومراكز تنمية الموارد البشرية بالإضافة إلى مؤسسات التنمية الإدارية ضمن المدينة.
من ناحية أخرى، ستوفر مدينة دبي الأكاديمية سلسلة من البرامج العملية والتطبيقية تتكامل مع مناهجها النظرية، وتشكل دعماً للاقتصاد المعرفي. وفي هذا المجال ستقوم المدينة بتوفير برامج تتعلق بتكنولوجيا المعلومات، العلوم وإدارة الأعمال بما يخدم عمليات التطوير في مدينة دبي للإنترنت، كذلك ستوفر المدينة برامج متخصصة في الإعلام لدعم قطاع صناعة الإعلام في مدينة دبي للإعلام، في حين ستساهم برامج  الطب والمحاسبة في إعداد كوادر بشرية خبيرة تساهم بدورها في تعزيز أداء قطاعي الرعاية الصحية والخدمات المالية.
يذكر أن أهداف مدينة دبي الأكاديمية لن تقتصر على الجانب الأكاديمي، حيث ستكون المدينة بمثابة حاضنة لعمليات التطوير والأبحاث ، الأمر الذي من شانه أن يمهد لخلق بيئة مناسبة تساعد على تعزيز عمليات الاكتشاف العلمي والتكنولوجي، كما تساعد في تطوير الخبرات المتعلقة بقطاع الأعمال.
واختتم بن بيات بالقول: "ها نحن اليوم نجدد العهد بالالتزام بأسس ومعطيات التفوق على درب التطوير والازدهار لترسيخ خطوات بلادنا الوثابة على درب الريادة  ".     
يشار إلى أن مجلس دبي للتعليم تأسس في شهر يوليو 2005 بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ليتولى عملية الارتقاء بقطاع التعليم في إمارة دبي بمستوياته كافة، وصولاً به إلى المعايير العالمية، مع الحفاظ على الأصول والثوابت الثقافية والفكرية والاجتماعية لدولة الإمارات، وتعزيز دور المؤسسات التعليمية في بناء مجتمع واقتصاد مبني على المعرفة، إلى جانب نشر الوعي بأهمية التطوير المستمر بالعملية التعليمية.

 

آخر تحديث للصفحة 01 يناير 2020
كيف كانت تجربتك مع خدماتنا ؟ شاركنا برأيك.