Skip to Content
دبي في 21 مارس 2022: طرحت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD) نتائج دراسة دولية منهجية حول مبادرات جودة الحياة في المدارس الخاصة بدبي خلال السنوات الماضية.
 
جاء ذلك خلال جلسة تفاعلية عبر الانترنت مؤخراً ضمن فعاليات مهرجان جودة الحياة الذي تستضيفه هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي خلال شهر مارس الجاري، بمشاركة سعادة الدكتور عبد الله الكرم مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي والسيد/ أندرياس شليشر مدير التعليم والمهارات في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، وبحضور مجموعة من القيادات المدرسية في دبي، لاستعراض نتائج الدراسة الدولية والتوصيات الصادرة عنها، والنهج الذي اتبعته الهيئة في رحلتها لتعزيز جودة الحياة ضمن منظومة التعليم والتعلم في دبي، فضلاً عن سبل الارتقاء بها نحو مستويات أعلى في المستقبل انطلاقاً من الدروس المستفادة من مسيرة ممتدة نحو تعزيز ثقافة جودة الحياة في منظومة التعليم بدبي.
 
وقال سعادة الدكتور عبد الله الكرم مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي خلال الجلسة الافتتاحية: " لقد تم إحراز الكثير من التقدم في السنوات الأخيرة، لاسيما عندما يتعلق الأمر بأبحاث وبيانات جودة الحياة، ومن دواعي سرورنا أن قطاع المدارس الخاصة قد أصبح الآن جزءًا من ذلك".
 
ولفت سعادته إلى أن جائحة كوفيد – 19 منحتنا الفرصة للتفكير في الهدف الحقيقي للتعليم والقيمة الحقيقية لجودة الحياة، وأعتقد أننا تعلمنا الكثير عن أنفسنا والغرض من التعليم خلال العامين الماضيين، مشيراً إلى أن جودة الحياة ليست وجهة يمكننا الوصول إليها، لأنها رحلة مستمرة مفعمة بالتغيير والتحديات، وتتطلب العمل من أجلها بشكل جماعي وهادف، ودائماً سيكون لدينا الكثير لنتعلمه، انطلاقاً من أن جودة الحياة ليست فقط للتعليم، لأنها جزء من حياتنا".
 
وأضاف سعادته:" انطلاقاً من حرص حكومة دبي للارتقاء بجودة الحياة لجميع السكان في كل جانب من جوانب حياتهم، فسوف نواصل العمل بشكل وثيق مع القيادات المدرسية والمعلمين وأولياء الأمور والطلبة للتأكد من أن طلبتنا يمتلكون المهارات والثقة التي يحتاجون إليها للازدهار في المدرسة وفي حياتهم اليومية خارجها ضمن منظومة تعليمية تتخذ من جودة الحياة محوراً رئيسياً لعملها".
 
من جانبه، قال أندرياس شليشر مدير التعليم والمهارات في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية:" أظهرت جائحة كوفيد – 19 أنه ليس كافياً افتراض أن جودة حياة الطالب ومهاراته الاجتماعية والعاطفية القوية تأتي كنتيجة تلقائية لنظام تعليمي أكاديمي جيد، لأن الطالب يحتاج إلى أن يكون تصميم بيئة التعلم داعماً لهذا الغرض، ويسعدنا أن هيئة المعرفة والتنمية البشرية تتولى حالياً قيادة هذه المهمة في المدارس الخاصة بدبي، وذلك استناداً إلى التوصيات الواردة في التقرير".
 
وتستهدف الجلسات التفاعلية ضمن مهرجان جودة الحياة، والذي يهدف إلى تشارك الممارسات الناجحة حول جودة الحياة في المجتمع التعليمي بدبي، مساعدة القيادات المدرسية وأعضاء مجالس الأمناء ورواد جودة الحياة والمعلمين في المدارس الخاصة لبناء تصوراتٍ عالية المستوى حول جودة الحياة في المجتمع التعليمي بدبي، والتعرف من خلال التوصيات العملية على الفرص المتاحة والخطوات التي يمكن للقيادات المدرسية القيام بها لتنشيط مجتمعاتهم المدرسية للارتقاء بمستويات جودة الحياة.
 
وسوف تغطي الجلسات التفاعلية جوانب مختلفة من الدراسة، وتشمل الأسلوب الأنجح في بناء نهج المدرسة الشاملة لجودة الحياة، والارتقاء بجودة حياة المعلمين. 
 
وفي سياق متصل، قالت هند المعلا، رئيس الإبداع والسعادة والابتكار في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي: "يمثل التركيز على جودة الحياة تحولًا كبيرًا في الطريقة التي ننظر بها إلى الغرض من التعليم. بالنسبة إلينا، فإن جودة الحياة هي أسلوب حياة ليس فقط في المدرسة، وإنما في بيئة العمل والبيت أيضاً".
 
وأضافت المعلا: "كجهة حكومية تتولى تنظيم قطاع التعليم الخاص في دبي، فإننا نشجع مجتمعنا على مواصلة التواصل الإيجابي والتعاون الفعال وتشارك الأفكار والرؤى حول جودة الحياة، لأن التحدي الذي قد يبدو كبيراً بالنسبة لمدرسة واحدة، يصبح أصغر بكثير عندما تعمل العديد من المدارس معًا للتغلب عليه".
 
ولفتت المعلا إلى أن مهرجان جودة الحياة الذي تنظمه الهيئة خلال شهر مارس الجاري يعد مثالًا حياً على كيفية مشاركة تجربتنا معاً وما تعلمناه خلال السنوات الماضية، وذلك ضمن نهج يقوده المجتمع لتحقيق هدف مشترك وهو الارتقاء بجودة الحياة للمجتمع بأسره. ومن هذا المنطلق، سنعمل عن كثب مع المجتمع التعليمي في دبي، كما سنواصل التشاور مع شركائنا محلياً ودولياً من أجل تعزيز خطواتنا المستقبلية للارتقاء بجودة حياة الطلبة والمعلمين".
 
وبحسب نتائج الدراسة الدولية، فقد استفادت هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي من مبادراتها المتنوعة لدعم أجندتها في جودة الحياة، وفي ظل التنوع القائم في قطاع التعليم الخاص بدبي، وإدراكاً منها لمحدودية النهج القائم على "قياس واحد للجميع" في قطاع يسوده التنوع، فقد اختارت الهيئة عدم اتباع استراتيجية توجيهية أو تعريفٍ محدود لجودة الحياة، ولكنها فضَّلت عوضاً عن ذلك التشجيع على تبني ممارسات جودة الحياة بشكل طبيعي وأكثر تلقائية. 
 
وأشارت الدراسة إلى أنه وفي ظل هذا النهج، يمكن للمدارس وغيرها من الأطراف المعنية بالتعليم، التمتع بالاستقلالية في اتخاذ قراراتها بناءً على أولوياتها ومصادرها واهتماماتها. وفي هذه الأجواء، انصبَّ تركيز الهيئة على تعزيز وعي الأطراف المعنية، ونشر الممارسات التي أثبتت جدواها، مما يشجع الآخرين على تطبيقها.
 
ولفتت الدراسة إلى أن هذه المبادرات قد ساعدت على تعزيز معرفة الأطراف المعنية بجودة الحياة، وشجعت القيادات المدرسية والمعلمين وأولياء الأمور والطلبة على التفكير في مفهوم جودة الحياة وتبنيه، ليس فقط على مستوى العادات اليومية (مثل التمارين الرياضية المنتظمة)، وإنما أيضاً على مستوى الالتزام بعيد المدى بأنفسهم وبالقطاع ككل.  وعلاوةً على ذلك، فقد تزايد تبني المدارس لنهج المدرسة الشامل لجودة الحياة. 
 
وأظهرت الأبحاث أن النهج الشامل لجودة الحياة الذي يشمل المدرسة بأكملها من طلبة وكوادر وقيادات مدرسية، يعود بمجموعة واسعة من الفوائد على المدارس والأطراف الفاعلة فيها.
 
 وفي سياق متصل، فقد أوضحت الدراسة أن هيئة المعرفة قد تمكنت من خلال أدواتها المتعددة لجمع البيانات من بناء واحدةٍ من أغنى مجموعات بيانات جودة الحياة المرتبطة بالتعليم في العالم، إذ تضم بيانات قدَّمها كل من الطلبة والكوادر المدرسية عن أنفسهم في الجوانب الاجتماعية والعاطفية، علاوةً على صحتهم البدنية.
 
تجدر الإشارة إلى أنه وعلى مدى خمس سنوات متواصلة من جمع البيانات ضمن مبادرة المسح الشامل لجودة حياة الطلبة بدبي، فقد رصدت النتائج تحسناً في جودة حياة الطلبة بدبي في المجالات الرئيسية والتي من بينها وجود علاقات أفضل تجمع بين الطلبة والأشخاص الكبار في المدرسة والمنزل، بالإضافة إلى تمتع الطلبة بإحساس عالٍ بالانتماء إلى دائرة الأصدقاء، والتفاؤل بشأن الحياة.
آخر تحديث للصفحة 22 مارس 2022
كيف كانت تجربتك مع خدماتنا ؟ شاركنا برأيك.