Skip to Content

دبي، الإمارات العربية المتحدة، الأحد في 17 فبراير 2019م: شارك أكثر من 200 معلم ومعلمة للغة العربية والتربية الإسلامية من مختلف مدارس الدولة أمس السبت في فعاليات الملتقى الثاني من مبادرة "عش العربية" للعام الدراسي الجاري تحت شعار " الصف المتجاوب" ، والذي استضافته  مدرسة جيمس مودرن أكاديمي الخاصة بدبي.

واطلع المعلمون ، خلال الملتقى والذي ينعقد في دبي للعام الرابع على التوالي بدعم من هيئة المعرفة والتنمية البشرية ، على حزمة من أفضل الممارسات المُطبقّة داخل الصفوف الدراسية، والتي استهدفت رفع مستوى تجاوب الطلبة أثناء الحصة الدراسية، بما ينعكس بشكل مباشر على مستويات أدائهم ومخرجات الحصص الصفية. 

جاء ذلك، فيما ناقش الملتقى سبل إثراء تجارب التعلم الفردية للغة العربية لدى كل طالب تبعاً لاختلاف قدراته واحتياجاته، وذلك من خلال تصميم نماذج التعلم والتقييم داخل الغرفة الصفية، وسبل توظيف أدوات التكنولوجيا الرقمية، بالإضافة إلى تطوير منهج اللغة العربية للطلبة غير الناطقين بها، بما يواكب احتياجاتهم الفردية واهتماماتهم الإجتماعية. 

محتوى تعليمي جاذب .. ومرن
وركّز الملتقى على أهمية تحفيز المعلمين على أهمية مواصلة العمل نحو الاستفادة من أحدث الاستراتيجيات والمصادر المتوفرة محلياً وعالمياً لتصميم حصص صفية متميزة وفعالة لكل من مادتي اللغة العربية والتربية الاسلامية، حيث شهد تسليط الضوء على أهمية توفير محتوى تعليمي جاذب ومرن ونابع من احتياجات الطلبة واهتماماتهم، ويراعي خصوصية كل طالب وخصائصه الفردية، فضلاً عن دور تمكين المعلمين من أدوات التفكير الابداعي وتحفيز مهارات التفكير العليا في تحقيق نموذج تعلّم مبتكر ومرن في مادة اللغة العربية، وفي قدرة المعلمين على استيعاب مختلف الاحتياجات الإجتماعية والنفسية والأكاديمية، ومواكبتهم للنمو المتسارع في الأدوات التعليمية بشكل أكثر ذكاءاً لتقديم مخرجات تعلّم أفضل لمختلف الطلبة. 

أولياء الأمور .. يتعلمونها
واستعرض عدد من أولياء أمور الطلبة غير الناطقين باللغة العربية في مدرسة جيمس مودرن أكاديمي خلال الجلسة الإفتتاحية تجربتهم في تعلّم اللغة العربية، والتي تبنتها المدرسة واستفاد منها حوالي 40 ولي أمر،  مشيرين إلى أنهم انخرطوا في دروس أسبوعية تم تصميمها وتقديمها من قبل معلمي المدرسة على مدى العاميين الدراسيين الماضيين، ما أثمر عن بلوغ أولياء الأمور المشاركين لمستويات لغوية متقدمة، والتي مكّنتهم من امتلاك المهارات لتقديم عرض تقديمي متكامل باللغة العربية خلال الجلسة الإفتتاحية، تضّمن  مراحل تطورهم في تعلم اللغة العربية وأثر تعلم اللغة العربية على حياتهم الاجتماعية والمهنية، ما مكّنهم من الاندماج بشكل أكبر في محيطهم الإجتماعي.

وقالت سعادة فاطمة غانم المري المدير التنفيذي لتطوير برامج تعليم الطلبة الإماراتيين في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي :" إذا كان الإبداع يعد من السمات الرئيسية للغتنا العربية، فإن نؤمن بأن الإبداع في أساليب تعلمها ضرورة في ظل تنوع الأدوات المتوفرة حالياً أكثر من أي وقت مضى، والتنوع الثقافي والحضاري في البيئة التعليمية بمدارسنا، مشيرة إلى أن المتغيرات المتسارعة تخلق فرصاً مواتية نحو تمكين معلمي اللغة العربية من الأدوات الإبداعية والمبتكرة التي تواكب الاحتياجات الإنسانية الفردية لكل طالب وولي أمر ، بما ينعكس على تصميم تجارب التعلم داخل الفصول الدراسية".

وأكدت المري بأن مبادرة عش العربية تواصل منذ انطلاقتها قبل أربع سنوات تعزيز تلك الجوانب لدى معلمينا، من وذلك خلال تمكينهم من أفضل الممارسات المستقبلية في تعليم وتعلم اللغة العربية، وبالطريقة التي يفضّلها الطلبة وبما يواكب التحديات الاجتماعية المحلية والعالمية، لافتةً إلى أن مبادرة مدرسة جيمس مودرن أكاديمي الخاصة بتعليم  40 ولي أمر لطلبة من غير الناطقين بها مهاراتها وبمستويات متقدمة من اللغة،  يمثل رسالة إيجابية في عام 2019 عام التسامح، وتؤكد في الوقت ذاته أهمية تحفيز المشاركة بين معلمينا ومدارسنا وأولياء الأمور والمجتمع كعنصر فعّال ومؤثر في تعزيز مكانة اللغة العربية في المجتمع ونشر الشغف بها بين مختلف شرائحه".

من جانبها، قالت نرجش كامباتا، وهي مديرة مدرسة جيمس مودن أكاديمي الخاصة بدبي :" سعدنا بإستضافة الملتقى الثاني من مبادرة عش العربية العام الدراسي الجاري، حيث أضافت لنا هذه التجربة الكثير من المعارف من خلال النقاشات المفتوحة مع المعلمين وفرق العمل المعنية، مما انعكس على نظرتنا واستراتيجيتنا في تصميم حصص اللغة العربية، وصياغة أهداف طموحة وتطوير أدوات مبتكرة تتجاوب مع الاحتياجات المختلفة للطبة وتراعي التطور الشخصي والأكاديمي لكل طالب".

وفيما أطلقت هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي مبادرة " الحصاد المرئي للطبة" في دبي، مطلع الشهر الجاري، فقد شهد الملتقى – ولأول مرة – تولي مجموعة من الطلبة غير الناطقين باللغة العربية مهام  تصميم لوحات "الحصاد المرئي لفعاليات الملتقى، وهو أسلوب إبداعي لتلخيص المناقشات والمحاضرات وتحويلها إلى واقعٍ مرئي، عبر إضافة عناصر رسومية ملهمة تمثل العروض التقديمية والمناقشات بأسلوبٍ جذابٍ.

 تجدر الإشارة إلى أن  مبادرة "عش العربية" انطلقت في العام 2015م كبرنامج مبتكر ينظمه نخبة من معلمي المدارس الخاصة بدبي لأقرانهم المعلمين بدعم من هيئة المعرفة والتنمية البشرية، وذلك بهدف تشارك أفضل الممارسات في أساليب تعليم وتعلم اللغة العربية، وغرس الشغف لتعلمها في عقول وقلوب الطلبة، وتحسين جودة مدخلاتها ومخرجاتها في المدارس الخاصة بدبي، بالإضافة إلى إظهار التقدير المجتمعي للغة العربية باعتبارها أسلوب حياة بما يواكب جهود متواصلة تبذلها القيادة الرشيدة نحو تعزيز أداء الطلبة في اللغة العربية والإرتقاء بها.

آخر تحديث للصفحة 19 مايو 2021
كيف كانت تجربتك مع خدماتنا ؟ شاركنا برأيك.